الخميس، 19 يوليو 2012

لا تكُن مِثلي..مَصلحةٌ مُحبِطة !




الإنسان بطبعه مخلوقٌ اجتماعي
يميل إلى بني جنسه وخاصة عند وقوعه في حيرةٍ من أمره
التماسًا للمشورة والاستفادة
والآن مع ازدياد وسائل الاتصال وتوفرها
صار من السهل التعرف على تجاربَ وآراءَ من أقصى العالمِ إلى أقصاه
وهذا قد يعود عليك بكم هائل من هذه التجارب والآراء المتضاربة والمتناقضة
ربما تكون عن حسن نية ورغبةٍ في المساعدة
لكنها بالنسبة لك سيل من التشتت والاحباط
يجعلك تتخلى عن كل مساعيك وتجلس نادبًا حظك !

هذا مجردُ مثال من مئات للاحباط الناتج عن رغبة الناس في المساعدة
وقد حصلت لي تجربةٌ شخصية مع هذا الأمر

قبل شهرٍ تقريبًا , كنت في حوار مع إحدى أستاذاتي حول موضوع العصر
بالنسبة لنا والذي لا يخلو حديث منه : ماذا بشأن المستقبل ؟
تكلمنا طويلًا وفي النهاية قالت :
" يمكنكم أن تفكروا في جميع المجالات , إلا التدريس..ابتعدوا عنه تمامًا " !!
عبارتها هذه مع أنها عادية جدًا وقد سمعتها آلافَ المرات
إلا أنها أصابتني بالأحباط وخلفت في نفسي تأثيرًا سلبيًا لم أتخلص منه بسهولة..
لمــاذا ؟
لأنني أحبّ هذه الإنسانة وأحمل لها مقدارًا لا نهائية من التقدير
أنا أعرف مصير التدريس الآن وكيف تدهور بل وأصبح الحصول على هذه الوظيفة
يقاربُ المستحيل
وعندي معرفةٌ تــامة بما تقاسيه الأستاذةُ في وظيفتها
وأنها لم تقل هذا الكلام إلا مصلحتي ورغبة في الأفضل لي
لكن كلامها يحمِلُ رسالةً مفادها أنها لا تحبّ عملها !
وأن هذا المجهود الذي أقدرها وأحبها من أجله
لم ينبع من قرارة نفسها
بل هو عبءٌ ثقيل تتحمله مرغمةً عليه !!


و لو سمعتُ هذا الكلام من أخرى لا تتقنُ عملها - و هنّ كثيرات - لما تأثرتُ به ولو قيد أنملة
فهذا رأيها وانعاكسه على عملها وهو شيءٌ طبيعيٌ جدًا
لكن أن أسمعه من متقنةٍ لعملها ومخلصةٍ فيه
فهذا يعطي انطباعًا سلبيًا

أعلمُ أن الفكرة التي اجتاحت رأسي واهية ولا أساس لها من الصحّة
وموقنةٌ تمامًا أن أستاذتي لم تقصد إلا المساعدة والمصلحة
لكنني كنت لأسعد أكثر لو أنها أعطتني انطباعًا بأن كل ما تقوم به ناتجٌ عن رضا وقناعة تامّة
وأنها فخورةٌ به
وأنا متأكدة أيضًا من أن هذا هو الصحيح , على الأقل بالنسبة إلي (: 

كما أسلفت الموضوع قديم وقد تخلصتُ من كل آثاره
ولم تتأثر مكانتها لديّ على الإطلاق
لكن المقصد من كل هذه - الهذرة - هو أن نحذر قبل
أن نكسر جناحًا يحلّق به من نريد مصلحته
بجرعةِ إحباطٍ غيرِ مقصودة
(:

هناك تعليقان (2):

  1. لا أعرف ماذا أكتب ، رُبما لأنكِ أوجعتني أيضًا بهذا التفسير المنطقي صراحة .

    قصة ربما تساعد في مداواةِ جناحكِ يا حبيبة : بابا ايضًا قال لنا مرة : لا تتخصصون تخصصي ، فسَّر كلامه بالآتي عندما سألنا عن السبب : الوضع متعب وجدًا ولكنكَ أبدًا لن تلقى الدعم أو التقدير لتعبك . انا أحب عملي والأجر على الله لكن أحيانًا نحن بحاجة لبعض التقدير والدعم لتقوم بعملكَ بأكمل وجه فـتخصصي نهائيًا لا يُتوفَر له مايحتاج .

    تلافيفكِ فيها الكثير عزيزتي ، أعلمي اني بالقرب دائمًا أقرأ ، ربما ردي غير مفيد لكنني فقط لم أحب ان يكون مروري بصمت :)

    ردحذف
  2. أنا أتراجع إن كان هذا يسبب لكِ ألمًا :(

    صحيحٌ كلامهُ تمامًا, فعدم توفير الاحتياجات يؤثر سلبًا على عمل الشخص
    وإن كان محبًا له
    وإنها لنقطة ممتازة توضيحه لأسبابه حتى لا تشكّوا في حبه لعمله
    حفظ الله لكِ الوالد العزيز (:

    شكرًا كثيرًا لوجودك عزيزتي
    ولردكِ الكثير من الإفادة والمكانة في قلبي
    سعيدةٌ جدًا بقربك ❤

    ردحذف