الثلاثاء، 10 يوليو 2012

قِصــة ما قبلَ النهوض من السرير | بــداية..


يُحكى أن رجَلًا متوسط الحال, كانَ يعيشُ في مدينةٍ لطيفة
يسكنُ شقةً صغيرَة .. ويكسبُ قوتَ يومهِ من وظيفةٍ جيدة
الرجلُ الذي كان يعيشُ وحيدًا, ابتَعدَ عن مظاهرِ الترفِ التي تسمحُ بها امكاناته
حتى تَجمعَ في حسابهِ المَصرفيّ مبلغٌ ليسَ بالقليل .. وقرر أن يشتري له منزلًا
لكنّ مشكلةً كان تصدُهُ عن مقصده..
فهو لم يكن ذا إلمامٍ بالشؤون المنزلية من تأثيثِ المنزلِ وتوفير وسائل الراحة فيه
عدا ترتيبه وتنظيفه و الإهتمام بتفاصيله الصغيرة
و جعله كما يتخيله "جنته الصغيرة على الأرض"
لذا فقد أجلّت الفكرة إلى أن يجد حلًا لهذه العقبة !!

بقي الرجلُ على حالهِ ما يقاربُ ثلاثَ سنوات
وكانَ كلما طرأ عليهِ طارئُ واحتاج إلى مال, أخذَ بعضهُ مما ادخرهُ للمنزل
وقال لنفسه : "لا بأس..سأرده متى ما توفر لي" أو : "المبلغ الذي ادخرته كبير..يمكنني أن آخذ منه وأشتَري المنزل"
ولا زال كذلك حتى نفد نصف ثروتهِ الصغيرة
وشعرَ أنه سيوقعُ نفسَه في كارثة
فقرر أن يتفَاداها بأقلِ قدرٍ من الخسائر
أخذ مالَه, واتجه إلى مكتبِ العقار
بالطبع ما تبقى من ماله لم يمكنّه من شراء "جنة" فاشترى بيتًا ريفيًا متواضعًا
وضعَ فيه احتياجاتَه الأساسيةَ فقط
و أخذ يزورهُ بين الحينِ والآخر, فهو لم يترك شقتَه في المدينة
وقد أشعرهُ هذا بالراحة..فقد كانَ وجودُ شيءٍ يملكُه على هذهِ الأرض
يضمن له عدم القلق إزاء أوضاعه الاقتصادية.
تمت

أجل أجل..لا يبدو أن هذه القصة حُكيَت من قبل !
لقد اختلقتُها للتوّ لتكون انعكاسًا لي
ولكن بطريقة مختلفةٍ بعضَ الشيء


* خارج النص : هل جميع ما نقرؤه من قصص انعكاساتٌ لأصحابها بطريقة ما ؟ *

فمنذ أكثر من ثلاثِ سنوات وفكرة إنشاءِ مدونة تدور في رأسي
أحيانًا كنت أفكر فيها بطريقة مبهمة وغير جادة..
أحيانًا كانت تأتي على شكل اقتراحات من المحطين بي
وكثيرًا ما كانت تأتي جدية وبحماس سرعان ما يفتر
أما العقبة التي كانت تصدني كل مرة
هي أنني أفتقر - وياللخجل -  لأدنى معرفة بأساسيات التصميم والتنسيق الالكتروني !
فكيف سأبني بيت أفكاري هذا ؟
و أُجلّت ثمّ أُجلّت حتى تعرفت على الموطن الرحب : تويتر
كان ما أريده تمــامًا, يستقبل أفكاري..أحداث يومي
هوس اللغة العربية والشعر الذي انتابني فجأة
* ولا يبدو أن الأمر على ما يرام فشغفي هذا يكاد يفقدني حتى انجليزيتي الضحلة ! *
باختصار ودون تكلف
كما أتاح لي الاتصال بأشخاص كثُر ما كنت لأتعرف عليهم دونه
وجعلني أكتشف صديقاتي من جديد..فتيقنت أن الاختلاط في مكان الدراسة أو العمل
لا يكشف الجزء المخبوء من أصدقائنا *ربما أتحدث عن هذه الفكرة منفصلة*
وكانت له الكثير والكثير من المَيّزات التي علقتني به
وجعلتني أتخلى عن فكرة المدونة كليًا
..
متى عادت الفكرة من جديد ؟
عندما نجح تويتر - بمقاييس الموقع - عندما جاء المد الجديد
وأخذ يتطبّع بطابع الفيس بوك
أقصد أن يكون للتواصل بين الأصدقاء و - السوالف - وتناقل النكت
وتسربت له البرودكستات ووو...
فطغى كل هذا على جماله السابق
مع هذا هو لا يزال جيدًا..وتستطيع أن تحدد خياراتك فيه بكل حرية
لكن ليس كسابق عهده

بالإضافة إلى أنني تطرأ علي بعض الأفكار التي أود تدوينها و إخراجها إلى النور
ولا يكون تويتر ملائمًا لذلك, بسبب عدم وجود مجال للإيضاح إلا باختصار

و..قررت أن أنشأ بيتي الريفي المقفر
دون أي أثاث
فلا تقسيم ولا تلوين ولا شكلٌ جميل
فقط مجرد سرير, هو لوحة مفاتيحي  :)

سأعود إليه كل حين لألقي بما يجول داخل نفسي
وربما سيكون هذا مفيدًا لاستعادة لياقتي الكتابية
التي تمكنني من كتابة نصٍ يتيم واحد, مرة كل عام
وها أنا أفقدها أيضًا

 رحبّ بي يا موطنَ ثرثرتي..ولربما يأتي اليوم الذي أحبك فيه
و أقرر أن أكسوك حلّة قشيبة  :)

هناك تعليقان (2):

  1. أهلًا أهلًا ،
    لا تعلمين كم السعادة التي افاضت من قلبي عندما رأيت هذا المكان .
    المدونة مكان يتناسب معك كثيرًا ، فتلك الأفكار الذهبية التي تنطقين بها أحرى ان تٌُخلّد في مكان ما ، ان تستفرد بصفحة كاملة لا تتزاحم مع مئات الأفكار في شريط تويتر .
    سعيدة جدًا بكِ ، سوف تحبين المكان انا واثقة *-*
    وستحبينه أكثر عندما تتعرفين ووردبريس . ههههه
    اهلًا بكِ في هذا العالم الذي ينتظر الكثير منكِ .
    لن أقول لكِ اني هنا في حال أي شيء لأنك تعلمين هذا .
    سؤال ظريف : لم لم يتزوج هذا الرجل أو يذهب لمكتب تصاميم وتنتهي القصة ههههه > لا تسقط هذا الفتاة اي اسقاط :P

    ردحذف
    الردود
    1. أهلًا وسهلًا D:
      * أحس بشي غلط, العادة أنا أرد على تدويناتك $: *
      شكرًا شكرًا (":
      أسعدتيني وأخجلتيني بيانة $:
      لست سوى مبتدئة..
      أحتاج بعض الوقت لأعتاد هذا العالم وأنتقل لوورد بريس D:
      بالطبع, وهل لي عنكِ غنى ؟
      ههههههه وكم أحبّ دقتكِ
      هو لم يلجأ لهذين الخيارين
      لأنه أراد أن يفعل كل شيء بنفسه دون أي مساعدة
      حتى يشعر بالانتماء للمكان p:

      مرحبًا بك وشكرًا مجددًا ♥

      حذف