الخميس، 19 يوليو 2012

" قصمــالــة " *


















 

الساعة العاشرةُ تمامــًا
سكون يعمّ المكان

يقطعه صوتُ فتح علبةِ مياه غازية , يتبعه صوت سكب سائلٍ في إناء
ثم يهيمن السكون من جديد

الحُــبّ"
ما الذي يعنِيه مصطلحُ الحبّ في وقتِنا المعاصر ؟
لا أحدَ يعرفُ على وجهِ التحديد , وأعني هنا بلا أحد أفراد المجتمع
لا الأطباء ولا الأخصاء الاجتماعيين
ولا أعني تعريفه بـ : " شعور ناتج عن إفراز غدة - اسمها صعب - لهرمون معين 
 " ! يظهِرُ تأثيرًا نفسيًا على الإنسان وتختلف طبيعةُ هذا الشعورِ من مرحلةٍ عمرية لأخرى...إلخ




ولو سألت بعض فئات المجتمع عن تعريفه, فلربما أجابني رجل في الأربعين بأنهُ احساسك
بأنك تحتوي فردًا أو مجموعة أفراد , وهو ما يدفعك للشعور بالمسؤوليةِ تجاههم
وتقديم كل ما تستطيعه من أجلهم وبالمقابلِ فإنهم يحسون تجاهك بالامتنان والاحترام والانتماء , يصحب هذا مشاركة في الاهتمامات والأحداث الهامة في حياتك
وربما عرفه شخص في التاسعة عشر من عمره بأنه كمية لا نهائية من الاهتمام تكنها لشخص ما
ويكّن لك مثلها فينتج عن هذا شعورٌ بالسعادة و الرضا
ورغبة في البقاء معه لئلا تفقد هذا الشعور
"وربما عرفتهُ فتاة ابنة خمسة عشر عامًا بأنه : " شي ما يخليك تنام 
أقولُ ربما ولا تعريف ثابت للحبّ من أفراد المجتمع
ولكن لا يخفى على أي شخص أن الدافع الأكيد وراء هذا الشعور
هو أن يلمس الإنسان اهتمامًا به من طرفٍ آخر

لستُ بصدد أن أعرّف الحبّ
بل أن أطرح فكرة معينة تفنّد بعض الآراء المشهورة عنه
وهي احتياجُ الإنسان لأنواعٍ مختلفةٍ من الحبّ ليعيشَ حياةً سوية
"وخطأ نظرية "الحبّ الوحيد", و "لا أهتم لأي شخصٍ سواك
و كون حياة الشخص مرهونة بعلاقة معينة وما شاكل
فالحبّ والاهتمام و المشاركة حاجة فطرية
لا تستقيم حياةُ الإنسان إلا بها, وبوجود عدّة صور منها ومن عدّة أشخاص
فكما يحتاجُ المرءُ لحبّ أمه وأبيه
يحتاجُ لحبّ شريكِ حياته ومشاركته
يحتاجُ لحبّ أصدقائه, ليس صديقه فقط 
يحتاجُ صديقًا يشاركه نفس التفكير والاهتمامات
وآخر يختلف عنه تمامًا .. صديقٌ مثقفٌ حاذق وصديقٌ بسيطٌ عفوي
يحتاج لحبّ أستاذٍ يريهِ الجانبَ المخفّي من مواهبه
ويحتاجُ لحبّ أقاربه وشعورهِ بالأمانِ معهم
كما يحتاجُ شخصًا يحبّه بكلِ ما فيه
يحبّ مساوئه قبل محاسنه
يراهُ أجمل بقميصٍ متسخ وشعرٍ منكوش
يحتاج حتى حبّ نفسه
والأهمُ من كلّ ذلكَ يحتاجُ حبّ ربِه
ربّه الذّي يحبهُ دائِمًا ولن يشعرَ بهذا إلا عندما يحب هو نفسه ربَّه

لا تحرم نفسكَ من حبّ ربكَ ونفسكَ والمحيطينَ بك
 ". حتى تحظى بالسعــادةِ التي لم يجد أحدٌ لها تعريفًا هي الأخرى


أغلق دفترهُ الأزرق الكبير, وضع قلمَ الرصاص - الأزرق أيضًا - فوقه
ودفعَ الدفترَ بكلتا يديه إلى أبعدِ نقطة على المكتب
ثمّ ألقى بثقل جسده على مسندِ كرسيه الذّي ارتدّ إلى الوراء جرّاء هذا الحمل
 : تنهّد وتمتم 
وحده الله سيعلم نتائج أن يعجز الصحفي عن كتابة أي شيء" 
سوى بعضٍ من مشاعره كمقالةٍ يومية في جريدةٍ مملة
هل سيوجدُ من يحبني حتى حينَ أعجزُ عن كتابة نصٍ جيد ؟
" . فلننتظر ما ستجودُ بهِ قرائحُ قراء صبـاح الغد 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

:)  قصمــالة = قصة + مقالة *

هناك 3 تعليقات:

  1. يااه ، جميلة فكرة القصمالة *رغم ان الإسم ذكرني بطاش ماطاش لا تسألي لم ._. *
    القصة مفيدة وجميلة ، وَالمقالة هادفة نبيلة 3>
    اشد على يديكِ في هذه القصمالة ، فعلًا فذلك الحب الوحيد يسيطر على الكثير ( اسألي الفتيات المراهقات عنها خصوصًا )
    اعتقد بأني سعيدة والحمد لله :) يبدو انني احتوي كل انواع الحب :p - بالمناسبة لم أعرف كيف اصنفك هههه
    ( ربّه الذّي يحبهُ دائِمًا ولن يشعرَ بهذا إلا عندما يحب هو نفسه ربَّه

    لا تحرم نفسكَ من حبّ ربكَ ونفسكَ والمحيطينَ بك
    ". حتى تحظى بالسعــادةِ التي لم يجد أحدٌ لها تعريفًا هي الأخرى ) مُدهشة !

    وانتِ ايضًا مدهشة ، تصفيق حار لبلوقر لأنه اتاح لكِ المجال لتكتبي ونستمتع أكثر :)

    كُل الحُب -أو بالأحرى بعضه ههه - لكِ جميلة 3>

    ردحذف
  2. أهــلًا بالبيـــان D:
    شكرًا شكرًا
    هههههه ربما هي الأجواء الرمضانية ذكرتك به p:
    لا شك في كونك سعيدة فالمسألة تعتمد على عقلانية الشخص
    واعتماده على أنواع الحب كلها لصنع سعادته
    و أنت سيدة العقلانية

    شكرًا لك مرة أخرى فكثيرًا ما تخجلينني بلطفك $:
    و لك الكثير من الحب صديقتي
    قربكِ يسعدني ❤

    ردحذف
  3. أحييك يا اختى ^^ الموضوع رائع جدا ، والأهم أن أسلوب عرضك له جميل وبسيط جدا ..
    أختك يسرا من مصر

    ردحذف